الثلاثاء، أغسطس 04، 2009

مش عيب !

قد أبصم بأننا الشعب الكسول الذي يشتاق للراحة، فمن بعد الفطور نبحث عن الراحة ونذهب لنعمل ولا نعمل ونعود إلى البيت متذمرين ونأكل وبعدها نفتش عن قيلولة الظهيرة حتى نستعد لنشاطنا اليومي المعتاد، وأكاد أن أجزم بأن المرأة أصبحت في وادي وتربية الأطفال في وادي حتى أصبحن لا يرضعن أطفالهن، وأبنائنا إخوة بالنيدو وأمهاتهم الخدم، ( وعلى طاري الخدم ) يُقال أن المرأة السعودية تطالب بحقوقها وفي هذا المقام بادرت السلطات لتشغيلهن في بيوت المواطنين بقصد المساعدة والتعاون لا أكثر فنحن أمة الجسد الواحد، والجميل أن الراتب يصل إلى 1500 ريال سعودي بواقع 8 ساعات في اليوم مع مراعاة دوام رب البيت حتى نمنع الاختلاط الذي يدعو إلى الفساد والعياذ بالله.

لا ضير في عملهن فالعمل فطرة الإنسان ونحن كمجتمع تحكمنا العادات والتقاليد ( ولا نقلد أحد ) تجاوزنا مرحلة عمل المرأة أصلا ووصلنا إلى سؤالنا المعهود أين ستعمل المرأة؟ شخصيا لا أعترض على عمل المرأة السعودية كخادمة في المنازل ولكن بشروط معينة، إذا أصبحنا دولة لا تصدر إلا (الشطة) آنذاك قد أقتنع بفكرة عمل الخادمة، وإذا أصبحنا دولة يزيد عدد سكانها عن مئة مليون ( برميل ) حينها أحرض على عمل الخادمة، أما إزعاجنا بالصحف اليومية ونشر التقارير الربحية والصناعية والتبرعات الزائدة والجمعيات الاجتماعية والخيرية فهذا التناقض إن لم يكن ( أبو التناقض).

لا أتحسر على هذا الحال بل متحسر على اللهجة التي كنا نستخدمها مع الخدم، وقبلنا بالتنازل الثقافي وأصبحنا نكسر لغتنا العربية من أجل عيون الخدم، متى سأقول ( سوي شاي صديق أنا في يجي) ؟ وأشتاق إلى ( كوّيتي ثوب مال أنا؟ ) أين أذهب بهذه اللهجة؟ وقد عانيت حتى أجيدها،وكيف أخاطب خادمتي الجديدة؟ بأي لهجة فإن كانت من الجنوب ماذا أقول (هبني)؟ ولو كانت من الشرقية تحديدا من منطقة الإحساء هل أبادلها شعور الخدم بقولي ( وش ذاذا الشاي ماصخ)!! أم أستخدم العبارات (المطراشية) وأكثر من كلمة ( الله لا يهينك)

سنتقبل هذا الواقع على مضض والقافلة تسير ولا أعترض على معادلة الحياة، فهي أرادت ونحن نطيع، هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان، سنعمل خدم في المنازل وسائقين ونشيّد الأبنية ونبلط أراضينا والأهم أن تبقى طبقة أصحاب السعادة ونكدح نحن طبقة التعاسة بالعمل ونتذرع بمقولة (مش عيب)، يا ليتها تصل إلى العيب فلم أسمع (مش حرام) ولم تقم قيامة الإفتاء لتوضح مشروعية هذا العمل وبيان جوانبه من حيث الاختلاط والمحرم وغيرها من المسائل التي تعودنا أن نسمعها، وأظن أن الخادمة السعودية قد تحل أزمة البطالة النسائية! فنحن لم نفكر في المحلات التجارية النسائية (الملابس الداخلية) ولم نطرح بعض المهن التي تناسب المرأة لذلك أصبحت المرأة السعودية تبرمج عقلها على مهنة (مدبرة منزل) هروبا من الفقر لا بحثا عن العمل، وحتى لا أخرج عن إطار الموضوع الذي أردت توضيحه فلم أقصد التحدث عن عمل الخادمة السعودية ولكن جرني الحديث إليها وأما نقطة الحديث تدور حول الكسل والعمل وأرى أنه موضوع غير مجدي لذلك أفضل أن لا أخوض فيه.

هناك 16 تعليقًا:

  1. يعطيك ألف عافيه ع المووضوع

    للأسف ..الفقر يجرنـا إلى مالا نريده

    والمجتمع يدفعنـا إلى مالايحبه

    :)

    سعيده لمروري لمدونتك :)

    ردحذف
  2. موضوع جميل صديقي ..
    ولكن خير لهن العمل ..

    خطوة جميلة من السعودية ..

    ردحذف
  3. حياك الله اختي فاطمة ، مسكين هذا الفقر يجرنا ونجره، ولكن خادمة في ظل هذه المعطيات أظنها سابقة عن موعدها بعقود.

    سعيد لمرورك واشكرك :)

    ردحذف
  4. رد جميل ياصديقي، والعمل خير للجميع ولكن في غير هذه الظروف الإقتصادية، ولاحقين على عمل الخدم تو الناس..

    اشكرك على المرور :)

    ردحذف
  5. هو فعلا الأمر الذي يرفع الضغط اننا نتحدث عن هذه الوظائف في حين اننا نسير في اتجاه انتاج 12 مليون برميل في اليوم ... يعني هل استنفذنا جميع الحلول لدرجة انه لم يتبقى سوى هذه الوظيفة لحل "الأزمة".

    لكن لدي ملاحظة ارجو ان يتسع الصدر لها، لا اشعر ان تمثيل الخادمات من مناطق المملكة كان مناسبا ... هذا رايي الشخصي

    دمت بخير

    ردحذف
  6. ودمت بخير أخي العزيز،، وبالفعل هو أمر غير مناسب وهذا العمل لا يتماشى مع ظروف الدولة الإقتصادية والواقع الإجتماعي كذلك..
    والمرأة السعودية فُرض عليها هذا العمل من باب الفقر ليس إلا.. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني أين هذه الجمعيات الخيرية والإجتماعية من هذا الفقر!

    اشكر زيارتك ومرورك :)

    ردحذف
  7. حسبي الله على الظالم

    حسبي الله على الحكم الظالم

    ردحذف
  8. الاخت لمى الزهراني اشكر مرورك

    ردحذف
  9. \

    \

    ألم أقل لكم اننا شعب متناقض حرمت
    علينا قيادة السيارة لمايترتب عليها
    من فساد ويجاز أن نعمل خادمات في بيوت
    من يخاف علينا منهم.. أي منطق يسمح لدولة
    إنتاجها النفطي بات يرى العالم نسائه
    براميل نفط أن يعملن خادمات :)
    سنبقى هكذا في فقر مادامت طائراتنا وسفننا
    تذهب وتعود من جنوب شرق آسيامحملة بعمالة
    مستقدمة ومتخلفة ,ترى لو غسلت أرضنا من
    العمالة الوافدة كيف سنصبح ..فقط تخيلو لأنه
    لن يحدث:(
    مدونة مشووقة
    أرق المنى

    ؛

    ردحذف
  10. حياك الله اخت ريما .. وللأمانة حتى نضع النقاط على الحروف المسألة تأتي من الإرادة الشرعية من حيث التحليل والتحريم، خصوصا أننا عاجزين عن قراءة الواقع، أما المسألة الأخرى وهي الشعب الموقر مازال لم يتقبل هذه الفكرة نعم ولكن مازال متمسك بالكسل ولم يعرف معنى الكفاح...

    مع احترامي للجميع لا أقلل من شان احد ولكن نحن تعودنا على الدلع وتركنا الامور للأيام حتى تربينا وتعلمنا معنى الحياة وصعوبتها، هنا في الأردن حياة الشاب تعني الكفاح .. دراسة في النهار وعمل في الليل من أجل المصروف فقط. أما نحن نتذرع بأول عقبة أمامنا حتى لا نكمل المشوار...

    السعودة من صالح البلد نعم ولكن هل السعودي متقبل أن يعمل ويشغل محل تجاري مثلا كما يفعله الوافد؟ لا أظن ذلك حتى الآن ربما لاحقا..

    ومن تجربة عملية قمت بتشغيل سعودي في محل تجاري ولكنه للأسف لا يصلح ربما غيره يصلح..

    اشكر مرورك العطر .. وردك يضيف إلى الموضوع الكثير..

    تقبلي مروري

    ردحذف
  11. اخي / حمد

    لاشك أن المجتمع ينقصه الكثير من الوعي ! ولك أن تعلم أن أغنى شخص في العالم لا يعمل في بيتة سوى اثنين، وتجد هنا من يتباها بأن لديه خادمتين !!

    قد يكون أغنى من صاحب ميكروسوفت - فقط سخرية !

    التباهي يقف خلف هذا لا شك في ذالك

    بالنسبة للخادمات السعوديات فهناك أسر محتاجه فلماذا نحرممهم من الكسب الحلال

    تقبل تحياتي

    ردحذف
  12. أخي حسن العسيري لم أقف في طريق الأسر المحتاجة وعلى العكس اشجعهم على العمل من أجل الكسب الحلال، ما شدني هو رعاية المؤسسات الحكومية والتفاخر بأننا نستقدم الخدم من الداخل، وسؤالي البسيط مصلحة الزكاة مادورها، الجمعيات الخيرية والإجتماعية مادورها؟
    نحن نعيش واقع أن هناك فقراء نعم، أما استسلام المؤسسات لهذا الواقع فلا بأس، ولكن عليهم غلق جميع المؤسسات الخيرية لان الفقير يسد رمقه بأي عمل كان ولا حاجة لهكذا مؤسسات

    أشكر مرورك أخي الكريم ويسعدني تواجدك في المدونة

    ردحذف
  13. لا...أبداً (مش عيب) عمل المرأه في أي مجال حتى لو خادمه
    ولكن ( العيب ) التناقض في تحديد المجال والمكان المناسب لعملها !!

    لازالت هناك الكثير من المنشئات الصحيه – من مستوصفات و مستشفيات
    وغيرها من الشركات تعاني نقص حاد في نسبة السعوده وسيطرة بعض الجنسيات
    الغربيه والعربيه عليها .. لماذا لا نستغني عنهم ونستبدلها بكفائات سعوديه ؟

    لماذا نحاول الاستغناء عن العماله الشرقيه ( الفلبينيه والاندونيسيه .. الخ ) ونستبدلهم
    بخادمه منزليه سعوديه ، ولا نحاول عمل ذلك مع الجنسيات الأخرى في الشركات
    والمستشفيات ؟
    أكثر شيء يغيض ويقهر المرأة السعودية عندما تتعلم وتتخرج لتجد الوظائف الشاغرة
    والمناسبة لها تحت سيطرة جنسيات عربيه واجنبية معروفه وفي المقابل تظل هي تبحث
    عن لقمة العيش في الأعمال المنزليه واليدويه ( وفي وطنها ) !!!
    في هذه الحالة نطالب بإغلاق الجامعات والكليات النسائية والاكتفاء بالتعليم الابتدائي فقط
    لِما التعب والدراسة المتواصلة ؟ وعملها في النهاية خادمة في المنزل وطباخه لا يتطلب ذلك
    سوى القليل من الخبرة بدل إهدار الوقت والجهد في الدراسة ..
    السؤال الذي يطرح نفسه الآن /
    لماذا يوافق (بعض) أولياء الأمور والمشايخ على عمل المرأة في الخدمة المنزلية ويعترض على عملها
    في الشركات والمستشفيات ؟
    أين صوت الهيئة و المؤسسات الدينية ورأيها ؟ ألا يوجد إختلاط في المنزل !!
    لو أفترضنا أن ربّة المنزل عاملة و زوجها تغّيب عن عمله لظرف طارئ من مرض وغير وفي حالة وجود الخادمه
    ألا يعتبر ذلك خلوه وأخـــتلاط !!!!!!!!!!!

    ردحذف
  14. أختي العزيزة كلنا نحمل ذات الشعور ولم نفهم هذه المبررات لعمل الخادمة .. أهو اعتراف بالضعف أم هو فعل متعمد ...

    أشكر مرورك ومقدر موقفك .. وفقدتك في الآونة الأخيرة لعله خير ..

    ردحذف
  15. شكرا على هذه الكلمات الرائعة. وبالفعل الشغل ليس عيبا مهما كانت نوعيته لأن الاسترزاق من العمل الشريف ليس عيبا والأنبياء عليهم السلام كان منهم رعاة الغنم.. المصيبة أخي الكاتب في التنافض والقبول بعمل الخادمة ولكن منعها من أعمال أخرى في مجالات متعددة بحجة سد الذرائع برغم أن عمل "مدبرة المنزل" أيضا فيه من الثغرات ما يمكن أن يتسلل منه باب سد الذرائع.

    مجتمع متناقض بسبب الخطاب الديني الذي كان أحد أسباب ايجاد الازدواجية في مجتمعنا..

    هل يعقل أن نفبل بالمرأة بائعة في الطرقات حيث تضع البسطات وتعرض ما لديها من أواني منزلية وغيرها كما هو ملاحظ في الأسواق الشعبية ولا نقبل بها بائعة في المحلات النظيفة ؟!!!!!!!!!!!!!

    هل يعقل أن نقبل بها شحاذة عند أبواب المساجد والشوارع ولا نفبلها مضيفة مثلا في مطعم أو فندق؟!!!!!!!!!!

    لماذا بدلا من منع عملها في المطاعم والفنادق والأسواق لا توضع لها الضوابط التي تقيد عملها وتسد الذرائع الموجودة من وجهة نظرهم بدلا ًمن المنع ومن ايجاد عمل خادمة برغم انتمائها الى بلد الخيرات والذهب الأسود..

    أشكرك على كلماتك أخي حمد الدوسري..حضرت الى مقالك الذي وجدت عنوانه بالصدفة البحتة على شيخنا قوقل..وفي المرة القادمة باذن الله لن أحضر من النوافذ وانما من الباب مباشرة عبر الصفحة الرئيسية لمدونتك وربما أتيحت لي فرصة الاطلاع على مقالات أخرى من كتاباتك..

    أصدق المنى وأجمل التحايا لقلمك..

    ردحذف
  16. حياك الله اختي أحلام صافي ... وكم يسعدني أن اراك تشيدين في قلمي وإن كنت لا أرتقي لمستواك :) فردودك على جريدة الوطن غنية عن التعريف ودائما تصاحبين المنطق في حروفك....

    أتمنى أن اكون في أفضل حال للكتابة.. وأرقى لمستوى تفكير بعض العقول ...

    اصدق المنى لك ... :)

    ردحذف