الخميس، يناير 22، 2009

سلطة السيزر الصهيونية

تتمتع لغتنا الحبيبة بالمرونة فهي تشمل معاني كثيرة ولو بكلمة واحدة، وذلك يرجع للتشكيل بالفتح والضم والكسر والشدة، ولم يمر هذا التشكيل مرور الكرام بل على العكس وجدنا ترابط واقعي بين كلمات مستقلة بمعناها مترابطة في مفهومنا العربي، وإذا أتينا بكلمة (سلطة) وهي تفيد أكثر من معنى وقد تعني سلطة الأكل بالفتح ، أو تفيد سلطة الحكم بالضم والسكون ، أو تفيد القوة بمفهومها المطلق.

وقد اتفق اليهود على السلطة (بالفتح) الصهيونية بالرغم من اختلافهم في طبيعة الطعام لدى اليهود من الاشكناز والسفارديم اعتبارا للمنطقة الجغرافية، وإذا أخذنا تعاليم الطعام من أسفار موسى أو أي بيان لأي قمة عربية نجد أنها تعاليم قد يعرفها الجميع، فالجلوس على مائدة الطعام شرط بديهي لأي شخص أراد أن يأكل وجاءت اليهود لتطبق شرطها البديهي في طعامها الدولي وفضلت أن تكون أرض فلسطين المائدة التي يتم الجلوس عليها بمن حضر،وقامت بطلب هذه المائدة من الشركة العربية الموحدة ليتم تجهيزها بأحدث الموارد البشرية لخدمة اليهود وبسط الأمن الغذائي اليهودي عن طريق تقسيم السياسة الفلسطينية ويتم التلاعب بنظرية مع أو ضد.
أما منديل الأكل الذي وضع على حجر كل يهودي فهو منديل من طراز دولي أممي يتمتع به أي صهيوني يقطن في أرض فلسطين. ولا يخفى علينا المنديل العربي المتقمم الذي ساهم بالكثير حتى لا يأتي دولة إسرائيل رذاذ الدم الفلسطيني وغطتها بغطاء عربي وحشرت الفلسطينيين في منطقتهم و بدمائهم يستوون.
وجاءت التعاليم الحاخامية لتوضح كيفية استخدام أدوات المائدة بدءً من الشوكة وانتهاء بالدبابات، وقامت دولة صهيون بالتفنن في هذه الأدوات وطورتها إلى أن تكون أسلحة محرمة على الصعيد الدولي، وأكلت بهذه الأدوات وما زالت تأكل ولم تشبع، ولم تتطرق أي دولة عربية لوقف هذا الامتداد الغذائي لكيان إسرائيل. وكانت النتيجة واضحة للعيان حيث أكلت إسرائيل وجبتها المفضلة وبدأت بالمقبلات كما هو معروف عندنا شرقا وبدأت تختار أطباق المقبلات كيف ما اتفقوا عليه، ووزعت أطباق المقبلات شرقا وغربا حتى تباشر إشباع غريزتها، ومن خلال هذه المقبلات دخلت على الأطباق الرئيسية التي تندد ليلا ونهارا بالاحتلال ورفعت شعارات وشعارات ولكن لا حياة لمن تنادي.

وبعدما أسرفت في أكلها لابد أن يبقى ما تبقى أثر هذا الفعل المفضوح، ولكن جاءت إسرائيل بتعاليم ربانية بأن ترمي هذا الوجبات في المقابر الجماعية وتدفنها حاضرا ويحييها التاريخ في ذاكرتنا القوية، وتفضلت إسرائيل بأن توزع ما تبقى للجمعيات الخيرية ولم تفضل استخدام كلمة (ما بقي من الأكل) وطورت هذا المفهوم على الصعيد الدولي وقامت بزخرفة هذا الفعل بتسميته ( اللاجئين ) ولم تقصر سائر الدول في تكملة ما أكلته إسرائيل وشاركتها في هذه الوجبة الدسمة.هنيئا لكم

الاثنين، يناير 12، 2009

ملك وأمير.. شيخ ووزير

دائما ما تعبر الألقاب عن شخصية الملقب به ومكانته، فإذا أبحرنا إلى موانئ وصحاري العرب نجد أن الملك لا يفوقه فوق، فهو الآمر الناهي على كل شيء ومع ذلك فهو منزه عن الخطأ حاشا وكلا أن يخطأ وهو ملك، وإذا انتقلنا إلى لقب الأمير سنجده يساوي صلاحيات الملك وتختلف من نظام إلى آخر ولكن يبقى هو أقل درجة من الملك. أما الشيخ فهو لقب كثير الاستعمال في زمن تلاشت به الشيوخ – شيوخ الدين والعلم - وأصبح صاحب المال شيخ وصاحب الدين شيخ وكبير السن شيخ ومن لبس المشلح شيخ. ويبقى لقب الوزير أفقر حظا من هذه الألقاب حيث لا يناله إلا من عين بمنصب الوزير ولكن لا بأس به -خاصة في النظم السياسية المطلقة- فلديه صلاحيات ويكفي أنه فوق المواطن.
ومن طبيعة الألقاب أن من يتميز عن غيره بلقب معين لابد أن يتميز بصلاحيات أكثر ناهيك عن الرفاهية المكثفة حتى يصدر صاحب الإمتياز أبسط قراراته بأريحية تامة، أما ما ينافي طبيعة الألقاب هو الموقف السلبي المتركب من قبل هذه الألقاب حيث لا قرارات صارمة ولا موقف يدل على قيمة هذا الألقاب المكرمة في أراضينا الحبيبة، فإذا سلمنا بهذا الضعف لا بأس فإننا دائما كشعوب نراعي ظروف أي شخص ما، أما أن يسعى أصحاب الألقاب الرنانة التحلل من أي مسؤولية على حساب هذه الشعوب المكلومه أظنها أشبه بلبس طاقية الرأس على الركبة.
تعلمنا أن لكل فعل ردة فعل بمثلها أو أكثر بقليل، كما تعلمنا أن الأفعال تؤدي إلى نتائج عدة ومن أبرز هذه النتائج أن لكل خطأ متضرر، وإذا تابعنا المتضرر من هذه الألقاب نتأكد تماما أنه الإنسان العربي الذي أستيقظ من نومه في الصباح الباكر حتى ينتخب من يمثله في المجلس، وعلى هذا النائب أن ينقل صوت المواطن إلى المجلس وعلى أساسه تتخذ القرارات ولكن لا شيء من هذا حصل، وأدى ذلك إلى خروج الملايين في الشوارع العامة وينقلوا وجهة نظرهم بأكثر من وسيلة وتنقل هذا الحدث أرقى المؤسسات الإعلامية حتى تؤثر في من يملك القرار ويتيقن بأن هذه الشعوب تريد القرار الفلاني، ومع كل هذه الشفافية في التعبير عن وجهات النظر لا نجد سوى ركود عجيب أشك أنه ركود بريء. وعلى ذلك لا استهين بنصوص الديمقراطية فإنها أجل وأرقى من أن يتم التلاعب بها وتصبح هي المرآة التي تصغر شعبنا.
ولا يفوتني بأن أشكر كل من ساهم بترجمة الإنجليزية الصريحة إلى العربية الفصيحة لأننا تعلمنا الكثير والكثير من هذه الترجمة ولا داعي أن أكتب ما يمكن أن نتعلمه لأنه ببراءة الأطفال كلام غير لائق أكاديميا ولكنه محبوب في السياسة العربية، وكما أشكر ولاة أمرنا العظام الذين يهدو إلى الصراط الذي بدورنا لا نخرج ولا نتنصل منه وهم أدرى بمصالحنا وبمصالح الأمة العربية كافة، وكما أشكر أحد أجهزة الدولة لأنها تكرمت بقراءة هذا المقال.