الخميس، أغسطس 20، 2009

تصبحون على الوطن

أن يسقط شخص في أحد مقالاته فهذا من طبائع الأشياء بما أن صفة الكمال لا تليق بمخلوق ضعيف يتباهى بعقله المحدود، أما أن تسقط مؤسسة في توجهاتها وأخبارها ومقالاتها فهذا يحتاج إلى إعادة نظر، عندما تطل علينا جريدة الوطن بأخبارها المغربلة ومقالاتها المكررة وتصويرها للواقعة كما يحلو لها، ليس من حقي أن أتدخل في توجهاتها وكيفية توزيع المهام في كتابة المقالات أو حتى في الرسم ولكن بشرط أن لا تخرج عن الذوق العام، فالصورة التي صورتها الوطن في العباءة السوداء وكأنها من هموم المواطنين وحدث الساعة والتحقير من هذا اللباس أو لونه لا يجيد نفعا بنا، فالمسألة لا تقف عند اللون أو الكتف، القضية أبعد من ذلك بكثير وخصوصا عندما أرى أسم ( د.جواهر ) التي لا نعلم أي معلومة عنها غير أنها دكتورة لا تتقيد بالمنهجية العلمية في الردود أو في صياغة الردود.

الواقعة أن هناك فئة لا تريد التقيد باللباس المعتاد فهم متحررون كما يعتقدون والتحرر يكمن في تغيير اللبس ولونه، أي التغيير الجذري ولا يمكن أن نتطور إلا في حالة تغيير الملابس، فهذا يعكس ثقافة المجتمع في وجهة نظرهم، ومن يصبر على لباسه فإنه رجعي ومغفل ولا ينظر للطبيعة والحياة والتسامح.

ولا أتصور أن المجتمع السعودي يرضى بهذا الصورة المسيئة للمرأة بشكل عام والغريب أن هناك ردود في جريدة الوطن من جنس الإناث ضد فكرة بعض التجمعات الأنثوية التي تدعوا إلى التحرر وتدعي الظلم ومكيدة الثوار الذكور، وتجيب عليهن الدكتورة المزعومة بأن هذه الحالات قليلة لا ترتقي إلى الصورة العامة للمرأة السعودية.

ولا أظن أن فكرة بعض المقالات والأخبار والصور تخرج عن الفكر الذي يدعوا إلى نزع التقاليد من جذورها واستيراد أحدث الأساليب الغربية للتعامل والتعايش، وجريدة الوطن تنشر ما يتماشى مع توجهاتها فقط (وهذا هو واقع المؤسسات الإعلامية) فهي تدلل على تقرير الجمعية الوطنية بالرغم من وجود خطأ بسيط وفادح بنفس الوقت، ولا يعنيها القارئ وثقافته أو حتى تصحيح معلوماته حتى أصبحت مصدر غير موثوق بالنسبة لي بعد ما وقع الكاتب تركي الدخيل في خطأ جسيم عندما كتب مقالة تستند إلى خبر غير صحيح من جريدة الوطن وفي اليوم التالي تعتذر الجريدة وهو يعتذر...

لا أحاول أن أغير من واقع الإعلام بالنسبة لجريدة الوطن أو المؤسسات الإعلامية الأخرى ولكن ما أهدف إليه هو الاعتراف بالقصور المهني وعدم تحمل تبعات أي مادة تنشر وهي لا تخدم الوطن في جريدة تسمى نفسها الوطن، نشرها لصورة أو مقالة لا تحمل الأخلاق الفاضلة ينتج عنها مسؤولية إن لم تكن قانونية فهي اجتماعية بطبيعتها، ولا أقف ضد توجهاتها فهذا شأنها ولكن بشرط عدم المساس بحريات الآخرين حتى لا نخرج من إطار الحريات التي ندعيها، واللون المختلف عليه لا يغير من أصل الفكرة ولكن أرادت (سوسو) أن نُصبّح على اللون الأسود وننتهي إلى نزعه بلا أسود أو أبيض بداعي التحرر!!

الخميس، أغسطس 13، 2009

أقنعة

أنقل لكم مخطوطة كيبوردية بأصابع الصديق small whispers ، ولا أخفي إعجابي الشديد بالإسلوب وتصوير الفكرة وكلها تنصب في دائرة حديث النفس، والشاهد من هذه الفكرة والتي أراها أهم من المهم هو الصدق مع الذات، فإن كنت تكذب على القارئ أو غيره أو في جميع المجالات كافة، لابد أن تحتكم إلى نفسك وصدقك لترى هل أنت راضٍ عن نفسك وبصدق








نلبس أقنعة كل يوم نخرج للعالم

قناع نلبسه عندما نكون مع أصدقائنا

و اخر في البيت

و واحد للغرباء

و قناع مميز ... لوقت الطلبات

ولكن الم يخطر ببالك مرة ...

انك عندما تكون بمفردك ... امام المرآة ...

تحدق في نفسك

هل تضع قناعا؟

تتوارى عن نفسك؟

تضع فناع لتختبئ عن نفسك...

هل بسبب كثرة الأقنعة التي نعتمرها امام الآخرين ... صرنا نلبسها أيضا امام انفسنا

لنتصنع اشخاصا اخرين...

هل نهرب من مواجهة من نكون

ولكن ... لماذا نحتاج ان نلبسها حينما نكون بمفردنا ...

أنا بمفردي ... مع نفسي ...

لكن فعلا!

أنا بمفردي ... مع نفسي

كشخصان متقابلان ... وجها لوجه

هل استطيع البوح بكل شئ امامه؟

ان اعترف بحقيقة

لا يعرفها احد سواي

ان افصح ...

ان اتكلم

ان اقف امام المرآة وانثر كل دفينة مكبلة اخترت طيها في لفائف النسيان

هل أحتمل كل هذه المسرحية ...

ألهذا السبب نعتمر الأقنعة ...

-------------------

و تمضي الايام

والحال لم يتغير

فيغدو القناع الأول لا يكفي

فتمتد ايادينا الى قناع اخر ...

واخر ...

حتى ترزح الوجوه تحت تراكمات من الخداع

و تنمو تحتها التجاعيد

و تئن النفس من نير الزيف

--------------

وتمضي الايام

الى ان يتسلل القناع الى داخلنا

فنغدوا غرباء عنا ! ...

عن أنفسنا!

اجسادا تحمل ارواحا لا تعرف من هي

قد امتدت ايادي القناع و امعنت التشويه في ما يميزنا

فيما يجعلنا نكون من نكون

إلى أن يأتي اليوم الذي نقف فيه امام مرآة

و ننظر الى الصورة ثم نتمتم:

" ... يبدو هذا الشخص مألوفا"

الثلاثاء، أغسطس 04، 2009

مش عيب !

قد أبصم بأننا الشعب الكسول الذي يشتاق للراحة، فمن بعد الفطور نبحث عن الراحة ونذهب لنعمل ولا نعمل ونعود إلى البيت متذمرين ونأكل وبعدها نفتش عن قيلولة الظهيرة حتى نستعد لنشاطنا اليومي المعتاد، وأكاد أن أجزم بأن المرأة أصبحت في وادي وتربية الأطفال في وادي حتى أصبحن لا يرضعن أطفالهن، وأبنائنا إخوة بالنيدو وأمهاتهم الخدم، ( وعلى طاري الخدم ) يُقال أن المرأة السعودية تطالب بحقوقها وفي هذا المقام بادرت السلطات لتشغيلهن في بيوت المواطنين بقصد المساعدة والتعاون لا أكثر فنحن أمة الجسد الواحد، والجميل أن الراتب يصل إلى 1500 ريال سعودي بواقع 8 ساعات في اليوم مع مراعاة دوام رب البيت حتى نمنع الاختلاط الذي يدعو إلى الفساد والعياذ بالله.

لا ضير في عملهن فالعمل فطرة الإنسان ونحن كمجتمع تحكمنا العادات والتقاليد ( ولا نقلد أحد ) تجاوزنا مرحلة عمل المرأة أصلا ووصلنا إلى سؤالنا المعهود أين ستعمل المرأة؟ شخصيا لا أعترض على عمل المرأة السعودية كخادمة في المنازل ولكن بشروط معينة، إذا أصبحنا دولة لا تصدر إلا (الشطة) آنذاك قد أقتنع بفكرة عمل الخادمة، وإذا أصبحنا دولة يزيد عدد سكانها عن مئة مليون ( برميل ) حينها أحرض على عمل الخادمة، أما إزعاجنا بالصحف اليومية ونشر التقارير الربحية والصناعية والتبرعات الزائدة والجمعيات الاجتماعية والخيرية فهذا التناقض إن لم يكن ( أبو التناقض).

لا أتحسر على هذا الحال بل متحسر على اللهجة التي كنا نستخدمها مع الخدم، وقبلنا بالتنازل الثقافي وأصبحنا نكسر لغتنا العربية من أجل عيون الخدم، متى سأقول ( سوي شاي صديق أنا في يجي) ؟ وأشتاق إلى ( كوّيتي ثوب مال أنا؟ ) أين أذهب بهذه اللهجة؟ وقد عانيت حتى أجيدها،وكيف أخاطب خادمتي الجديدة؟ بأي لهجة فإن كانت من الجنوب ماذا أقول (هبني)؟ ولو كانت من الشرقية تحديدا من منطقة الإحساء هل أبادلها شعور الخدم بقولي ( وش ذاذا الشاي ماصخ)!! أم أستخدم العبارات (المطراشية) وأكثر من كلمة ( الله لا يهينك)

سنتقبل هذا الواقع على مضض والقافلة تسير ولا أعترض على معادلة الحياة، فهي أرادت ونحن نطيع، هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان، سنعمل خدم في المنازل وسائقين ونشيّد الأبنية ونبلط أراضينا والأهم أن تبقى طبقة أصحاب السعادة ونكدح نحن طبقة التعاسة بالعمل ونتذرع بمقولة (مش عيب)، يا ليتها تصل إلى العيب فلم أسمع (مش حرام) ولم تقم قيامة الإفتاء لتوضح مشروعية هذا العمل وبيان جوانبه من حيث الاختلاط والمحرم وغيرها من المسائل التي تعودنا أن نسمعها، وأظن أن الخادمة السعودية قد تحل أزمة البطالة النسائية! فنحن لم نفكر في المحلات التجارية النسائية (الملابس الداخلية) ولم نطرح بعض المهن التي تناسب المرأة لذلك أصبحت المرأة السعودية تبرمج عقلها على مهنة (مدبرة منزل) هروبا من الفقر لا بحثا عن العمل، وحتى لا أخرج عن إطار الموضوع الذي أردت توضيحه فلم أقصد التحدث عن عمل الخادمة السعودية ولكن جرني الحديث إليها وأما نقطة الحديث تدور حول الكسل والعمل وأرى أنه موضوع غير مجدي لذلك أفضل أن لا أخوض فيه.

السبت، أغسطس 01، 2009

السينما 4-4

قالوا أن القول يُقال من قولِ، ولكن أنصح الجميع بأن لا يستمع لأي قول فليس كل ما قيل يٌقال ودع العبرة بالمقال، لا نقرأ ولا نتكلم، حتى أنا أصبحنا نمارس رياضة الاستماع دون الكلام وهل نملك أن نطلق العنان لفكر لا يخلوا من الصواب في أجواء لا تسمح إلا لتلقي حتى بتنا نسترق الأفكار والقراءات من (الغير) ونتبناها على أنها الصواب حتى و لو لم تكن كذلك.

لا يمكن تصور الحياة على أنها حقيقة في أذهان الجميع مع أنها حقيقة فيما نعتقد وهم كذلك كما يعتقدون، أصبحنا أمام مجمع حقائق، والبقاء لمن أراد البقاء لا لمن تمسك بحقيقته في زاوية ضيقة بعيدا عن مشاركة أحد، خصوصا في ظل العولمة الخلاقة التي لا تقتصر على احتضان أبناء العالم في حضنها بل امتدت لتْعولم همومنا ومشاكلنا واختراعاتنا وأخلاقنا فهل تعلمنا من هذه الظاهرة ومهدنا لها نجاحاتنا؟

على كل حال فالحياة لا تنتظر نهوض أي قوم، فهي تسري بدقة متناهية ولا يهمها سقوطنا أو نجاحنا – لا فرق- لكن صديق الحياة يذكرنا دائما بالوقائع التي لا بد لنا أن نستفد منها، فالتاريخ خير صديقٍ عرفته البشرية وبدأ يتحدث إلينا لنعي المستقبل القريب ودائما ما ينبهنا على أن الحياة معادلة ولو عاد التاريخ نفسه لكان هو المستقبل البعيد في حياتنا وفي ذلك عبرة لنا ولكن لا حياة لمن تنادي ولا مماتُ لمن يفكر.