الأحد، مايو 31، 2009

شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام

أن حاجة الإنسان لتوثيق النطق أدت إلى ابتكار الرسم على أنه كتابة، وعند التطبيق ظهر لنا قصور هذه الرسوم في استيعاب الجمل كافة مما ساعد على تطور هذه الكتابة شيء فشيء. ومما لا شك فيه أن الكاتب هو إنسان يحتاج إلى توثيق ما يصول ويجول في ذهنه من أفكار تخدم زوايا معينة تعني له، لذلك جاءت أفكار الكاتب على شكل كتابة ولكن بالتأكيد ليست رسم يحتمل التأويل وإنما جاءت على شكل حروف أبجدية لها أهدافها في عين كاتبها، وهذا مستنبط من حقائق الأمور وطبائع الأشياء.

أما ما صادفته فهو العكس تماما، حيث انه في إحدى الصحف المحلية في وطني الغالي، وهي صحيفة تملك أقلام رنانة ومع هذا ارتكبت أعذب الأخطاء في أجمل الألحان.

عندما كنت قارئ في كل صباح أتنقل بين المقالات وبين هذا وذاك، وأجد من بين عشرة كتاب كاتب واحد يجيد اختيار الموضوع وهدفه، وأما سائر الكتاب تتنوع أقلامهم بين توجيه الشكر والمديح على موقف معين، وآخر لا يعرف ماذا يصنع وهو مجبر على تقديم مقال في كل يوم فتجده يختار أول خبر يصادفه ويعلق عليه، وآخر يختار موضوعا ويسكب جل أفكاره حتى ينشف ذهنه.

أما المصادفة الجميلة أنك تقرأ مبررات على شكل مقاله فهذا ما لم أراه حتى في (مجلة ميكي) فالكاتب غير مجبر لتبرير كل كلمة فما بالك عندما يبرر ذلك في مقالته كل يوم، قد لا يتفق المتلقي مع الكاتب ولكن هذا لا يعني تحويل الكتابة إلى مناجاة الجمهور وجبرهم إلى تفهم عقليتك أو قصدك.

وعند حلول السَحَر عندما أصبح (كويتب) وتنهض غريزة النقد (البناء الموضوعي) أتحسر على حال الصحف عندما تصبح مسرحا للدعايات والإعلانات في كل صفحة وفي كل عمود، وهذا يمدح وذاك (يطر) وتلك تندد، وكأن الشارع لا يحتاج للكاتب وأصبح الكاتب يمثل نفسه ولا يخدم مجتمعه، بل على العكس أصبح دوره التعليق دون التأثير أو طرح التساؤل دون المغامرة بحل يتيم.
وحتى لا أكون قاسي على هذه الفئة فإن الوقت يداهمهم، لان المطالبة اليومية تشتت الفكر سواء على الكاتب أو الشاعر أو الملحن، ومن ذا الذي يدر الدرر كل يوم!!

لذلك أجد أن صحف كثيرة تستطيع أن تحتضن أي كاتب مثلا (صحيفة الوسيط) للإعلانات وتستطيع أن تعلن عن أفكارك و(تحرج) على آرائك بالمزاد الفكري، كذلك ممكن أن تعلق بعض المقالات على أبواب البنوك أن كنت تتخذ الكتابة مصدر رزق وتمدح بعض الشخصيات التي (تشخبط) على الشيكات (وهذا ليس بعيب طبعا)، كذلك النشر على مشارف مشاغل التجميل حتى نداهم المرأه بحقوقها، وان شاء الله نتحول من كتابة المقالات إلى توصيل المقالات (مجانا أكيد).


ملاحظة حتى لا أسردها بمقالة جديد، العنوان هو عنوان كتاب ابن وحشية





هناك 6 تعليقات:

  1. أخي حمد
    سلام الله عليك

    موضوع جميع والصحافة الخليجية تعانيه بصفه خاصة , وكذلك الصحف العربية ولكن بصوره أقل , عن الحديث عن الصحافة والصحفي يجب الحديث عن الحرية لأنها هي سند الصحفي في الكتابة ومنها لا يستطيع أحد المساس به أو تهديده أو تعريضه للطرد من مهنته , ولكن في جمله ما أعرفه أن دولنا العربية تصون الحريات , ومنها حق الصحافي في الكتابة وفي التعبير عن رأيه ومن أعلى عن الدستور في سن مثل هذا الحريات , وأتصور أن جميع الدول تقر بهذه الحقوق في دساتيرها حتى يقال عنها ديمقراطيه , وخوفا من الجمعيات الحقوقية التي تلاقهم في شتى الميادين .

    وبالعودة إلى موضوعنا فالملام أو المدان هو الصحفي واراني أوافقك الرأي , ولكن إلا ترى أن هناك جهات أخرى هي من يجب أن تلام أيضا فهي لها يد في ما يحصل لصحافتنا , فالصحفيين هم فئتين , فئة تحاول التقرب من السلطة وإرضائها وهؤلاء لهم حض أوفر في الرقي بحالهم من صحفيين إلى رؤساء تحرير أو ما إلى ذلك , ولكن ما يقومون به هي سبل رخيصة ومحتقره ومنبوذة في مجتمعاتنا , ولكنهم بالمقابل يحصلون على الأوسمة ويعتبرون من أفضل الكتاب وأحسنهم .

    أما الفئة الأخرى من الصحفيين فهم ممن يملكون الضمير في كتاباتهم , وهم ممن عرف الصحافة على أنها رسالة يجب العمل بها ويجب إيصالها للجميع,وأنه لا يمثل نفسه أ وجهه نظره وإنما يمثل المجتمع بأسره , وليست فقط مصدر رزق لهم , وأحسبهم قله في مجتمعاتنا , ليس لأنه مجتمعاتنا غير منتجه لمثل هؤلاء ولكن لان القلة من يصمد وجهه التيار الأخر وذلك بسبب المغريات التي تقدم من قبلهم ,( وكثيرا ما نسمع أن الصحافة ما تأكل عيش)

    ولكن السؤال هو من يملك الصحافة ؟ أما السلطة, وأما من يتبعهم, وأن لم يكن هذا أو ذاك فهو ممن يريد بها تحقيقا لمصالحه أو لأهدافه التي هي وبلا أدنى شك ليست للصالح العام,
    أو أن تكون دعائية أي بالمعنى الصحيح تجاريه , وأرى ومن وجهه نظري أن الصحافة لن تتغير إلا بتغير فكر مصدر القرار وأن يحسوا أو يفهموا معنى الحرية التي يجب أن تعطى لشعوب المنطقة ولو بالتقطير فلا نحبذها دفعه واحده حتى لاننصدم بها .

    ردحذف
  2. صديقي ماكس ،، رد جميل وحللت فيه الموضوع بشكل ممتاز واوافقك أن بعض الأجهزة لابد أن تلام ولكن يجب على الكاتب أن لا يرمي ما اقترفه من فعل يقلل من قيمة الكتابة بشكل عام.. ولو فرضنا أننا في أسوأ الحالات هل سنكتب عن ميكي ماوس وأثره في تنمية البيئة!!! يستحيل..

    لكل سد مخرج .. وما حدث بالفعل نكسة كاتب فقط ...


    تحياتي لك أخي العزيز ويسعدني مرورك

    ردحذف
  3. موضوعك ممتاز لانك فتحت باب كبير عن الصحافه

    وكلامك صح الصحيفين خربوها ويبغالك تشوف معاهم حل >>>>>>متحمس

    انا اقول الصحفي هوه الاساس صح انه بعض الاحيان يكون عليها رقابه بس برضو هو الاساس ويجدر به احترام القراء في ما يطرح مو بس لازم انزل كل يوم مقال

    لو في الشهر نزلت مقال واحد وحاز على الرضا افضل من انك كل يوم تنزل ويكون الموضوع عادي ولايرتقي بالقراء


    اشكرك حمد على الموضوع وان شاء الله نشوفك في الصحافه لانك مبدع واتمنى لك التوفيق

    ردحذف
  4. صديقي اشكر مرورك .. وكما ذكرت الوقت يداهم الكاتب ،، والكتابة اليومية تقلل من تركيز هذا الكاتب المسكين ..

    اشكرك عزيزي

    ردحذف
  5. والله وانا اقرا المقال كاني اشعر فيك وانت تقرا الصحف و ترفع حاجب و تنزل حاجب و تاخذ نفس عميق و كانك تتحسر على انك شريت الجريدة

    اتفق معاك فعلا ... و اشعر انه لهذا وجدت المدونات

    دمت بخير

    ردحذف
  6. نعم وجدت المدونات وهي في تطور مستمر والسبب بسيط لان المدونة خالية من الشوائب والرسميات .. وهي عفوية جدا وربما تجد المصداقية فيها أكثر..

    وتصفحت في أكثر من جريدة لم أجد الأقلام الساخرة مع أنها قد تكون محببة للقارئ العادي أكثر من المقال النخبوي :)

    اشكرك مرورك يالغالي ومتابعون ان شاء الله

    ردحذف