الخميس، مايو 21، 2009

ديموك والأبتر

يروق لنا النوم على قصة مليئة بالمغامرات، وبعيدا عن السينما الهندية حتى لا نرقص في سوق الخضار، أو نحب شخص ويظهر لنا أنه ميت!!. وفي هذا المقام وصلتني دعوة حتى أحاضر في مؤتمر النوم الأول لعام 2009، وتأتي أهمية هذا المؤتمر لمن لا يستطيع النوم لأسباب سياسية وحقوقية، وتكون حقوق الإنسان هاجسه، أما أنا سوف ألقي قصة ينام عليها الجميع وبما فيهم أنا بالطبع.

وصلت إلى قاعة المؤتمر وكانت مجهزة تماما، وما يثير دهشتي أن الحضور كان ليس بقليل مما ثار غريزتي القصصية، واحترت فيما أقول! ليلى والذئب! (قديمة) كليلة ودمنة (سياسية) قصة كاظم وزينب (مذهبية) طرزان ( خيالية )، فما هو القول المناسب، خصوصا أن الحضور معظمهم من أفراد المنظمات الحقوقية الغير حكومية بالإضافة إلى صحفيين من جميع أنحاء العالم، ومع هذا لم أتردد في تقبيل المايكروفون حتى أختبر الصوت وبدأت أعد لهم 1..2..3..،، أيك .. دو..تين..

" مساء الخير أيها الحضور الكريم، يشرفني أن ألقي عليكم بعض مفردات اللغة العربية التي ستؤثر على مسامعكم لعلكم تستيقظون، وأشكر معالي الرئيس الذي دعاني إلى هذا المؤتمر وهو الأول من نوعه...

كان في قديم الزمان رجل يقال له ( ديموك ) يمتهن صياغة الذهب،ذات ليلة بينما هو يتجول في القرية الصغيرة بصندوقه الصغير الذي يحوي مستلزمات المهنة، صادفه رجل يقال له ( الأبتر ) وطلب منه خاتم يليق به، وطلب منه أن ينقش عليه ( لسه فاكر ) فاستغرب ديموك من طلب الأبتر .لماذا لسه فاكر!!، فسأله : هل تريد أن اكتب اسم زوجتك على هذا الخاتم؟ فقال له : افعل ما أقوله لك وكفى، اكتب لسه فاكر، فسكت ديموك وشرع في صناعة الخاتم وهو يتغنى بأغنية لسه فاكر، فقاطعه الأبتر وقال له : أتحب أن تكسب المال؟ فأجابه : بالطبع في حدود مهنتي وأراعي في ذلك أصول المهنة. فسكت الأبتر وقال : لمن تصنع ؟ فأجابه : أصنع لكل من يحتاج الخاتم في المناسبات كالزواج أو للذكرى، وعاد يغني لسه فاكر حتى سقط الصندوق من على حجره فقال : آسف لما حدث يبدو أنني كنت مشغولا بالأغنية، أرجو مساعدتي في إعادة مستلزمات العمل إلى الصندوق، فراح الأبتر بيده اليسرى السليمة يناول ديموك أدواته، فقال ديموك : شكرا ومد يده ليصافحه، بدأت ملامح الخجل تظهر على وجه الأبتر ولكنه مد يده هو الآخر ليصافح ديموك، فضحك ديموك وقال : أتريد لسه فاكر أم فات الميعاد وضحك.

وعاد لصياغة الخاتم، فسأله الأبتر : أمازلت تصنع الخاتم وأنت تعلم أنني مبتور الأصابع، فقال سأهديك إياه بدون مقابل لأنني أعرف أنك لن تستفيد منه، ولك أن تضعه في صندوق الذكريات وتردد فات الميعاد بدلا من لسه فاكر، فقال الأبتر : شكرا لتحملك حماقة فكري فأنا مبتور الأصابع ولكني أردت هذا الخاتم حتى لا يقول الناس بأن الأبتر لا يملك خاتما.فقاطعه ديموك وقال : صديقي .. لا تقارن شخصك بالآخرين فكل شخص له ظروفه فلا تطلب ما لا حاجة لك به، والخاتم سيكون جيدا لك إذا ما قمت بعلاج نفسك وإجراء عملية بسيطة وغير مكلفة، فقال الأبتر : وهل تعرف طبيبا جيدا ؟ فقال : أعرف طبيبا يقال له ( ثقف بن علام )".

وهنا بدأت اسمع شخير الحضور، وكنت مسرورا بما صنعت ، فأن تنوم من أصابهم الأرق فهذا إنجاز، ويمكن أن نطرح فكرة العلاج الجماعي في المؤتمرات حتى تعم الفائدة، واتحاد العرض يعني اتحاد المرض مما يستوجب إتحاد العلاج تحت مظلة المؤتمرات.

هناك 6 تعليقات:

  1. اجدت الحبكة القصصية ،،
    تذكرت كتاب ( كليلة ودمنة ) والقيمة العالية بها تجلعنا نرا القصة بزواية مختلفة كلما اعدنا قراءتها مرة أخرى .
    ( ديموقراطية ، بيروقراطية ... الخ ) مصطلحات دخيلة علينا لاختلاف تعريفها في كل دولة!

    اعجبتني هذه الجملة:
    (لا تقارن شخصك بالآخرين فكل شخص له ظروفه فلا تطلب ما لا حاجة لك به)
    وأقول لا نقارن أنفسنا بدولة أخرى لكل وطن دستوره ونظامه الخاص به


    إلى الأمام

    ردحذف
  2. أشكر مرورك اختي العزيزة

    وفي الحقيقة هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بهذا النمط، ولا أجيده ولكن ارتأيت أن الفكرة ستصل بهذه الطريقة بشكل أفضل..

    والتحامل على أي شخص يطبل دون ان يرى نفسه، لان المطالبات أستطيع ان اطالب بكل ما تعلمناه من حقوق وفصل بين السلطات والتقنين، ولكن هذا لن يجيد نفعا بنا حاليا..

    واشكرك مرورك المشرق

    ردحذف
  3. حسين :



    الاخ حمد فكره طرح المووضوع مميزه جدا

    وأوصلت الفكره عن طريق قصه

    وهذا دليل على القدره الرائعه في الطرح

    والمخزون الفكري الذي تتمتع به

    الف شكر واتمنى لك التوفيق

    ردحذف
  4. أخي العزيز حسين .. اشكرك مرورك العطر .. وتعدني متابعتك

    بالتوفيق ان شاء الله

    ردحذف
  5. يعقوب لا تنسى انك محصن لوول

    ردحذف