يشهد العالم الصغير تغيرات جذرية في شتى المجالات العلمية، ولا يخلو أي علم من تطور طالما هو علم ينتفع به ويمارس بشكل يومي من خلال معاهد ومراكز بحث علمي، ودائما ما كنت أسمع عبارة المحكمة والمحكمة، وكان الأستاذ يذكرنا دائما عن ثغرات القانون، وآلية كشفها عندما تُغطى عورة الواقعة بملف القضية وتقدمها على صفيح ساخن لدى القاضي، وهذا يعني أن الممارسة تفيد التطور والتقدم وهذا ما لامسته في واقع الصحافة.
الصحافة بذاتها رسالة تؤثر في الكثير والكثير من الشعوب، فكم ثورة تقوم على أساسها ومن خلال موادها، وكم من وزير خُلع من جذوره، وكم من حكومة تنحني لآراء كتاب قلم الرصاص، ولكن هذا لا يعني أنها دوما في الطليعة والمقدمة، بما أن كل كاتب ظهر لنا بمفهوم جديد وحرية جديدة ، لا اعلم من أي كتاب قرأ ذلك الكاتب وأي أستاذ علمه بأن القذف نجاح والتشهير بطولة.
وثارت واقعة من الوقائع في المجتمع السعودي الحبيب بالتزامن مع خبر يفيد بأن العالم قد تعب وربما ينتهي ويقف، ونحن إلى ملفات الانقراض فلا تستغرب إن رأيت صورتك بعد فترة ليست بسيطة عند مخلوقات تظهر من بعدنا وتمجدنا في دائرة التاريخ بجانب الديناصورات، وتجري بحث بسيط عن حياتنا وتجدنا شعب يشتم ويستهزئ باسم الصحافة، فكل مقال لا يحمل في طياته فضيحة لا أضمن لكاتبة النجاح أبدا، وأي موضوع يكتب بحروف تهرطق صاحبها إلى حد الثمالة يذاع ويروق للعامة، ربما لان الممنوع مرغوب لا أعلم!!
لا يفرق العالم الصغير بين شتم صحفي أو استهزاء بعقيدة، فالصحافة في الدنمارك تنظر لفكرنا نظرة دونية وعلى أثرها تم نشر الصور، ومن كتب التقرير ينظر للصحفيات السعوديات في عملهم المذكور في التقرير تلك النظرة وعلى أثرها تم النشر، فمن طالب بمعاقبة ذاك الصحفي يطالب بمعاقبة من نشر التقرير، فكيف لي أن أقبل تقرير فضائحي لا يمت للوثائقية بصلة خصوصا إذا ما علمنا أن الهدف غير نبيل والباعث تحقير جنس دون جنس، والعجب عندما يخرج كاتب يكتب كتب ... وخارج يخرج خرج .. ط (طيارة) أ (أرنب)، ربما الجملة تدعو إلى الضحك ولكنها حقيقة هذا ما يكتبه البعض لا يخرج عن مناهج في الصفوف الأولى من المرحلة الدراسية، ويتفلطن على أفكارنا وكأن الحرية هاجسه، والصحافة في دمه، والأمر غير كذلك، لان الموضوع سرعان ما ينتقل من الموضوعية إلى الشخصية ونترك الموضوع دون علاج ولا تشخيص ونستلم بعضنا البعض.
عندما نكمل الدرس ز (زرع) ح (حصد) أجد أن المجتمع يتأثر بأي قلم فإن كان الكاتب يهمه أن يصنع مجتمع فضائح لا يحب الموضوعية في الطرح، وببراءة الأطفال يتجنب العقاب باسم حرية الصحافة!! ويتكئ على دساتير واتفاقيات تدعو إلى البروز والتميز وتضمن هذا الإبداع بضمانات كثيرة ولكن لم أسمع في يوم أن السب حق وأن الفضيحة حرية ومكفولة بنص الدستور.
على كل حال حتى لا يطول درسنا سوف أنضم إلى من يدعو إلى حرية الصحافة، وأجد نفسي في دائرة الشتم مبدع، والزندقة والعياذ بالله لن أقربها إلا من بعيد إلى بعيد، وأخرج لكم بفكر جديد في الصحافة ومقولة نستعيرها من الإخوة القائمين على الرأسمالية ونضمها إلى مجال الصحافة ونقول ( دعه يكتب دعه يسب ). وتحية للكتاب إلي (فوء) والقراء إلي (تحت).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق