السبت، يوليو 18، 2009

السينما 2-4

مازالت السينما ( الفن السابع ) تهرول إلى المملكة العربية السعودية وتحمل في طياتها معظم الأفكار التي لا نود أن نتبناها، وعلى إثر ذلك ثارت الثورة الدينية وأصبحت فتوى تحريم السينما على كل لسان، ولم أعترض على فتوى تحريمها طالما أني لست من أهل الاختصاص في ذلك ولم أمنح رخصة الحلال والحرام، ولكن يتبادر سؤال في هذا المقام حول مقومات فتوى تحريم السينما ومدى ثبوتها على أرض الواقع وماذا لو جرى تغيير على أسباب فتوى التحريم فهل تنقلب الأمور إلى الحلال مثلا! لا أظن ذلك طالما أن صدور الفتوى جاء بالاعتماد على معلومات أهل الاختصاص العامة ولم يتعمقوا في مفهوم السينما حين أفتوا بالتحريم لذلك جاءت أسباب التحريم عامة وفضفاضة مما يقلل من عمر هذا الفتوى كما أرى.

ولما اطلعت على بعض الفتاوى وجدت أن السينما مازالت في دائرة الفساد، ويستخدم البعض تعبير ( استعمال الملاهي ) لما فيها من مشاهد مخلة بالحياء، ويتمسك هذا الرأي بأن السينما تلهي عن عبادة الله.

وعندما دققت في الأمر وجدت أن تحريم السينما جاء على أساس محتواها وهذا القول تم الرد عليه بفتوى شرعية، حيث أننا نحرم الكأس وجهاز التلفون لمجرد أننا قد نستخدمه استخداما في غير محله، فجاءت الفتوى الثانية أكثر تعقلا وأقرب للواقع ومراعية لجميع أصول الفقه فقررت أن الأصل في مشاهدة الأفلام والمسرحيات هي الإباحة مادامت لا تعرض شيئا منافيا لآداب الإسلام، لذلك قرروا أن السينما سلاح ذو حدين فمنها ما يدعو إلى الرذيلة ومنها ما يدعو إلى مكارم الأخلاق فتحريمها أمر غير موضوعي بتاتا خاصة إذا تم بدون بحث مسبق وعدم دراية بأبعاد الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، والسينما أو المسرح من الفنون التي تجسد أخطاء الحياة لتجنبها كما يمكنها أن تكون وسيلة للدعوة إلى التمثل بالفضائل، فهي وسيلة كأي وسيلة أخرى للدعوة إلى ما تدعو سواء كانت بصورة سلبية أو إيجابية.

والتاريخ يذكرنا بأننا نعاني من بطئ في معرفة الواقع طالما أننا لا نجيد استخدام أي تقنية أو حتى ترويضها لمصلحة الإسلام، فكل الوسائل تعتبر سلاحا ذو حدين والانترنت أشد خطورة وأكثر فسادا من السينما ومع ذلك قررنا أن نغزو الانترنت بمواقع إسلامية تدعو إلى مكارم الأخلاق ونشر الفقه والتوحيد والتفسير في هذا العالم الافتراضي، وكذلك الراديو الذي نجد فيه الملاهي والأغاني وبالمقابل نجد البرامج الدينية التي تدعو إلى الدين والعلم والتعلم، فما الذي تختلف فيه السينما عن هذه الوسائل؟ ومتى سنستخدم السينما لعرض فكرنا ؟

يتبع الجزء الثالث

هناك 6 تعليقات:

  1. في رايي البسيط اشعر ان احدى حيثيات اراء العلماء في "تحريم السينما" ، ان صح التعبير، تكمن في ان تاريخ السينما الذي لا يشفع له.

    لو قلبنا النظر في التاريخ القديم او المعاصر للسينما او تجارب الدور الأوروبية او العربية في مجال السينما لم نجد انها تطورت الى شئ يمكن ان نعول عليه و يشفع للسينما بحيث نقول انه يوجد احتمال ان يخرج من السينما شئ جيد و مفيد

    بل كثير من الأفلام الوثائقية و المهمة ( مثل افلام مايكل مور) لا تعرض الا لفترة قصيرة و في محلات معدودة بحجة ان هذا النوع من الأفلام لا يستهوي الناس

    فهل نتصور ان الوضع هنا سيكون مختلفا عن الخارج

    و الإبرة المخدرة التي يحقن بها الراي العام بان دور السينما سوف تلتزم بالضوابط الشرعية !!!، اذا كان الشخص المحرك و المؤثر في هذا الموضوع لم يلتزم "بالضوابط الشرعية" في قنواته الفضائية ... هل سيلتزم بها في دور السينما 

    ردحذف
  2. أخي العزيز وددت أن نفرق بين نقطتين،، أولا في أسباب التحريم جاءت في المحتوى لذلك ببساطة أن انسف الفتوى بمحتوى مظبوط لذلك لبقاء الفتوى يجب أن تبنى على أسباب تكتب لها العمر الطويل...

    الأمر الآخر أننا لم نروض أن تقنيه حتى ننشر تعاليم ديننا الحنيف، استطعنا ان نغزو أوروبا وشرق آسيا بشتى الوسائل ولم ننتبه حتى الآن لدور السينما الفعال خصوصا لدى مجتمعنا...

    لذلك الأفلام الوثائقية ليس مكانها دور السينما ما أقصده الأفلام الروائية التي تطرح المشكلة وتعالجها بطرق غير مباشرة عن طريق التعرض الدائم وطويل المدى الذي قد يترسخ في العقل الباطن لدى المشاهد ويؤثر على سلوكه بالإيجاب وينعكس ذلك على تعامله مع الآخرين خاصة. وعلى سلوكه بشكل عام..

    لذلك كنت أفضل دحض الفساد بذات الوسيلة التي أتت بها ويمكننا بما أننا نملك الموارد البشرية والعقول وكل الإمكانيات التي تمكننا بذلك.. لم يكن الأمر بالمعروف كما نتصوره بالنطق والتأشير باليد بل هناك وسائل كثيرة نستطيع أن نستثمرها لتحقيق ما نريد..

    اشكرك عزيزي على هذا الطرح الجميل وسررت بتعليقك

    ردحذف
  3. (والتاريخ يذكرنا بأننا نعاني من بطئ في معرفة الواقع طالما أننا لا نجيد استخدام أي تقنية )

    إذا كنّا نعاني من بظء في معرفة الواقع فلازلنا نعاني من قلت الوعي و انعدام المصداقيه

    وحتى لو كملت الضوابط الشريعه في فتح دور السينما هل تتوفر لدينا الأدوات المهمه ( من مخرجين اكفاء ومهندسين وغيره ) لعرض أفكارنا بصوره مشرفّه و تقنيه عاليه أمام العالم ؟


    الاحـظ ...أغلب الدول العربيه وبالأخص الخليجيه ( من فتحت دور السينما ) لا تعرض أفكارها أو تتطرق في حل مشاكل و أوضاع بلدها في دور السينما !! كل ماتعرضه أفلام غربيه وهنديه بهدف سياحي وتجاري .


    أشكرك موضوعك في غاية الأهميه

    ردحذف
  4. أشكرك أختي العزيزة ، وفي حقيقة الأمر انا ضد فكرة السينما ليس من منطلق الفساد لان كل شىء في الدنيا قد يمهد للفساد وهو يعتمد على استخدامك من الدرجة الأولى، ولكن كان العتب الشديد على طرح الفتوى مع عدم مراعاة الكثير في هذا الموضوع،، بدلا من أن نطور هذا المجال في جامعاتنا وندرجها ضمن وسائل الدعوى تظهر لنا فتوى التحريم..
    الغرب لم ينجح من فراغ،، ونحن لم نتدهور من فراغ أيضا
    وسوف أخصص هذا الجزء في الموضوع القادم ان شاء الله

    سعيد بمرورك

    ردحذف
  5. \

    \

    لاتزيد خطورة السينما عن ماتبثه القنوات الفضائيه
    من أفلام أصبحت بعضها إباحيه وفي دول الغرب غالبا ماتكون مشفرة ولاتستطيع فتحها إلا بموافقتك فأيهما
    أفضل أن تختار لأبنائك السينما بضوابط أم قنوات
    مفتوحة على مصراعيها..السينما اصبحت مهمة لثقافة
    دولة ..لاأعلم أين تكمن مشكلتنا تحديدا من كل تلك
    الإقفالات وكأننا تعودنا على دخول الحضارات بالقووة
    والتعود عليها وكأن شيئا لم يكن.ومع ذلك لاأجد تغييرا
    أو تطورا أقول انه بفعل الضوابط بل على العكس
    هناك تجاوزات بفعل فتاوى منها جواز المسيار الذي يمارس
    بطرق مريبة وكل عاقل يدرك حرمته.
    ذهبت في إجازتي لدولة عربية ودخلت السينما ولم اخرج
    منها بلا أخلاق بل على العكس كنت اتابع وداخلي يقارن
    مانحن عليه كمسلمين ومانتمتع به من حرية ومع ذلك نجحو
    في يظهرو لنا ماهم عليه .
    لاأجد ماأختم به كلامي إلا أني أدركت بأننا شعب لايفقه
    سوى التحريم والتحليل على حسب المزاج.

    ردحذف
  6. حياك الله أخت ريما، اشكر ردك المطول واتفق معك، وما أدعو إليه هو عدم الهروب من أي وسيلة بحجة الفساد لانه كما ذكرتي الفساد قائم بذاته ونحن من نفسد لا الوسيلة ..

    شكرا على مرورك

    ردحذف