كما وردني بأمر من النائب الثاني : منع السينما في السعودية، وقلت هذا هو عين الصواب إن لم تكن منها منفعة على المجتمع، وكما اطلعت على بعض الأفلام التي تتبنى ما يخالف التاريخ كفلم أمريكا واليابان وكذلك فلم صلاح الدين مما يوهم المشاهد بالقصة الكاذبة.
الأمر جاء لأسباب دينية وإن كانت محل اختلاف ولم يحسم الأمر حيث لم يعقد إجماع على تحريم السينما ولكن إرادة المجتمع (بالأغلبية) قررت عدم فتح دور السينما.
وأما أنا أحد أبناء هذا المجتمع فلم أطالب بفتح دور السينما طالما التلفزيون يباع والأفلام تباع أو يتم تحميلها من شبكة الانترنت ولكن أتعجب من موقف هذا المجتمع الذي لم يحاول أن يتقدم بشبر واحد وهو واقف على أطلال الماضي حتى سقط في حضن هذا الحاضر، وعندما شاهدت هذه الدول من تقدم وصناعة وفن في التعامل ونحن مازلنا نستورد ونحلل ونحرم ولم نصحوا بعد، وعندما أحدثوا تقنية البلوتوث لنقل البيانات بسرعة تسارعنا لنوظفها في إطار (الفضايح) وعندما ساهمت شركة تويوتا في صنع سيارة من طراز كامري سارع شبابنا لظاهرة (التفحيط) فالعيب لا في البلوتوث ولا في الكامري بل في من يستخدم هذه الوسائل في غير محلها، والسينما لا تختلف عن الكامري بما أنها شاشة عرض نستطيع أن نصنع من خلالها أعرق الأفلام الوثائقية، وطالما استطاع الشقر(الأمريكان) من نقل ثقافتهم إلينا بواسطة الغزو السينمائي ونحن لم نستطع أن نغزوهم بأي وسيلة، فما زلنا نرسل الدعوات لهم أو كٌتيّب صغير لنوضح لهم أسلوب هذه الحياة.
مازلنا نكرر أي خطأ نرتكبه ولم نستفد من أي نكسة اجتماعية في ذلك المجتمع وعلى العكس فهم استطاعوا أن يصنعوا لنا نكسات ونكسات، لذلك عندما قررنا المقاطعة من المنتجات الأمريكية لم نعلم أننا لا نشكل سوى 1% من استهلاك بضائع (الشقر).
ومن أجمل التناقضات التي نعيشها نرفض ونقلد! نصحوا ونحن نائمون والجميل أننا مازلنا نجهل أين هي المشكلة ومن المنطقي أن لا يتم حل هذه المشكلة طالما أنت جاهل بها، هل المجتمع بحاجة إلى سينما؟ مادور السينما في نشر الثقافة.. وأي ثقافة؟ ماهي طبيعة الأفلام التي ستعرض على هذه الشاشات العملاقة؟ لا أظن أن المجتمع يتقدم بسينما ويتأخر براديو ولكن هذا لا يعني أننا نقف أمام هذا التيار وقفة دفاعية فقط، فما زلنا في الدائرة السلبية نحرم دون إيجاد البديل المناسب.
يتبع (الجزء الثاني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق