
لم أجد أي نص قانوني يمنعني من التفكير أو حتى المحاولة في طرح فكرة، ولكن هناك منهجية خاصة لكل علم يتبعها العقلاء في طرحهم، والأمور الاجتماعية قد تحظ بأهمية بالغة من الكُتّاب كافة، لذلك أجد بعد كل طرح جميل ردود قد تُقوّم المقال من حيث الطرح أو إضافة بعض النقاط وهذا يدل على اهتمام العامة بهذه المقالات، ولا أستطيع أن أضم العامة في زاوية وأصبغ عليهم مصطلح المفكرين لأنه عند التدقيق في الأمر ستجد معظم الردود مصدرها العاطفة والارتجال، وهو على استعداد تام للرد على كل مقال في الجريدة حتى وإن لم يكن قد اطلع على سطر واحد أو لم يفهم فكرة الكاتب، لذلك هو يبني ردوده على الردود، خصوصا إذا ما علمنا أن معظم الردود تأتي بفكرة تكررها كل يوم وعلى سبيل المثال الإسلام السياسي أو قضية حقوق المرأة، وجدت أن بعض الردود لا تطرح إلا الهمجية في التعبير وخصوصا في استخدام اللهجة العامية وإقحام بعض المصطلحات التي لا تليق بأي مثقف.
الدكتورة جواهر كما تدعي أنها حاصلة على درجة علمية وتشارك في جريدة الوطن بردودها اليومية وهو حق مشروع لأي مواطن، واحترم فكرها ومطالباتها فهذا شأنها لو طلبت المستحيل فهذا فكرها ولا أعترض على ذلك، أما ما يحق لي أن اعترض عليه هو الأسلوب المتبع والمنهجية في طرح الردود خصوصا مع العامة، فلا يعقل أن خاطب العامة بخطاب المثقفين، ولا يصلح أن أنصح الكبير بالطريقة التي أنصح بها الصغير، لكل شخص طريقة في طرحه وهذا ما اعتقد أنه الصواب.
وعندما قررت أن أسرد بعض الأمثلة من ردودها على سبيل المثال لا التشهير خصوصا أنها قبلت أن تنشر ردودها في جريدة الوطن للعامة وأظن أن زوار الوطن لا يساوون زوار مدونتي ولا وجه للمقارنة أصلا، لذلك لا أجد ما يمنع من التعليق على التعليق بأسلوب مهذب يليق بمقام هذا الطرح.
سأرد الرد الأول لمقال الكاتبة أميمة الجلاهمة والتعليق فيما بعد
" ياأخت أميمة!ليس من الضروري أن تستشهدي بما جاء في كتبهم!ولايهمنا حقيقة ماجاءفيها!مايهمنا أن الحجاب بغطاء للوجه أو غطاء الشعر ليس فيه دليل قطعي لامن القرآن ولامن السنة!!وأعرف أننا في كل مرة نكتب نفس الكلام لكن مضطرين لذلك!لأن هناك من يسوّق للحجاب وكأنه من اركان الإسلام الخمسة وأن نزعه هو من الموبقات!!أعطينا آية مباشرة أو حديث مباشر يقول فيه رسولنا صلى الله علية وسلم فيه أنه من الموبقات كشف المراة لشعرها أو وجهها!!يظل إجتهاد!!وإذا كنا لانسمح للغرب بلبس لباسهم في شوارعنا ولو كان محتشما وسيتوفي شروط الحجاب كان يكون غير شفاف وغير ضيق وووو..فعلينا أن نقبل أنهم يمنعون لباس بعضنا في بلدانهم!!الإحترام غير متبادل!!يبقى غطاء الشعر والوجه فرض علينا قسرا لأن البعض من البشر فسر الزينة بالوجه!!يظل تفسير!!ولسنا ملزمين بتفاسير البشر!!لنا ربّ واحد والباقي سواسية لايجب أن يفرض رايهم على المجتمع المتحضّر!على المجتمع الإسلامي الحقيقي أن يستوعب كل الأديان عوضا عن المذاهب الإسلاميه المختلفة!!بقي أن أقول أنك لاتستطيعين الإدعاء أن النقاب من حجاب المراة المسلمة!وقول من تسمينهم بعلماء الأمة لايلزمنا إتباعة إلا أن كنتي تنزلينهم منازل الأنبياء!!!لاللتخلف وفرض التخلف من ستائر سوداء على البشر!!تحياتي لك!د.جواهر"
أشكرها على هذا الطرح المتعقل جدا وهنا تطالب بالدليل وهذا حق لكل إنسان يحب استخدام رياضة العقل وهو أمر محبب في المدرسة الحنفية، وبدأت بعدم أهمية الاستشهاد بما جاء في كتبهم علما بأن الكاتبة أميمة تخاطب ساركوزي بمعتقده وتحاول أن تبين أن الحجاب ليس قضية الإسلام بل هي تمتد إلى الديانة المسيحية واليهودية لذلك من المكابرة أن نلصق الحجاب بالإسلام وحده وكأن الديانة اليهودية والمسيحية لم تأتي بأحكام الحجاب.
من جهة أخرى تبين الدكتورة جواهر مسألة الدليل القطعي ولا أعلم إن كانت تقصد من حيث الورود أم الدلالة، ولكن أجاوبها بأن أصول الفقه الإسلامي قد وضح هذا الأمر وهناك أدلة أخرى تتبعها المدارس الفقهية في استنباط الأحكام الفقهية، ومن هنا ظهرت لنا فكرة تعدد المذاهب طالما أن لكل مذهب طريقة في استخراج الأحكام ولم يكن الاختلاف اعتباطا فقهيا.
هناك مسألة القياس التي ينكرها ابن حزم وهناك مسألة الاستحسان التي لا يستخدمها الإمام الشافعي وهناك المصالح المرسلة والإستصحاب. لذلك أتمنى أن لا تركز دائما على المباشر والدلالة القطعية لأن معظم القرآن ظني الدلالة ولكنه قطعي الورود، ولو ركزت قليلا في ردها لما وقعت في بعض المغالطات وهنا غير ملزمة بتفاسير البشر، وكأننا نطلب من الله أن يفسر لنا القرآن ولم أجد وسيلة لتفسير القرآن إلا من البشر، والتفسير له أصوله ولا أعلم إن كانت هي تستطيع أن تفسر لنا القرآن فهذا أمر مبشر بالخير وتساعدنا في فهم ديننا، وقضية علماء الأمة وعدم إلزامية رأيهم قد يكون هذا الأمر منطقي ولكن السؤال من أين ستأخذين تعاليم الدين؟ من عقلك؟ هل لديك القدرة على تفسير كل آية في القرآن وأن تحصين جميع الأحاديث!
وأهم مسألة أن ليس كل اجتهاد يجب أن نجعله ثغرة في الدين ولا نأخذ به، فمسألة الوصية الواجبة اجتهاد وكيفية الصلاة اجتهاد هل يعني هذا أن نترك الصلاة لمجرد أن طريقتها أتت بشكل اجتهادي وليس بشكل مباشر.
وهذا رد آخر تستخدمه وأراعي شعورها في ذلك طالما أن الهم غالب على حروفها
" ثم أي عن فتنة تتكلّمون؟من وجهة نظر ذكورية تلك هيفاء وهبي جميلة وفاتنة!من وجهة نظرنا ليست فتنة وغاية في القبح!!!لماذا على المجتمع أن يسير وفق أهواء الذكورة؟!مايفتن الرجل يغطى بالستائر والسواد ويدفن!في المقابل ينكر المجتمع المتخلف ميل المراة للرجل!على الرجال الإحتجاب وعلى الوسيمين تغطية وجوههم فهي فتنة للنساء!مجتمع ذكوري وذكوري فقط!!!والمرأة في ستين داهية!!!د.جواهر"
وهنا تنصب نفسها مقام أهل الحديث وكأنها تجهل أن هناك أحاديث موضوعة ويقر بها علماء الحديث أنها موضوعة ولا يأخذ بها في جميع أمور الديانة خصوصا الأمور التي مرتبطة بالعقائد
" أتخبط أو ماأتخبط!!عنكم دليل ولا لأ!؟بلا فلسفة!!ليس النقل كقداسة القرآن!!وحتى ماينقل عن عائشة رضي الله عنها!من قال أنه غير محرّف؟؟!اعطونا دليل أن مانقل عن الصحابة تكفل الله بحفظه من التحريف لذا يجب علينا إتباعه!إفلاااااااااااس!!!مجتمع حكم بالقمع!والآراء المتطرفة فقط!!تحياتي لراي حر ولعزيزتي أحلام!د.جواهر"
أجمل رد أنها تعلق وتتطرق للوقاحة والأدب الرفيع " ميساء!أليس من الوقاحة التحديق في الوجوه؟!أليس من الأدب الرفيع وإحترام إنسانية وخصوصية الآخرين عدم تفحّص وجوههم وغضّ النظر؟تردين على نفسك ياميساء!إذا كانت النساء متغطيّات فلما يغضّ النظر الرجال؟ثم الله أمر النساء بغضّ النظر أيضا!هل يعني ذلك حجاب الرجل؟ردّي علينا!لما يفسّر الأمر على نحوين مختلفين إلا لهوى ذكوري بحت !يحترم الرجل ولا يحترم المرأة!!!تفاسيييييييير فقط!!ووجهات نظر فقط!!د.جواهر"
وهذا آخر ما سأرده " سليمان الخنيني !ميساء على نيّاتها!تفكر انها بتغيّر الرجل بعد الزواج!!بالله لاتضحك على البنات!!عندك دليل ؟وإلا تصبح على خير!؟!كلامك صراحة ماينرد عليه!!يؤلمني تخلف مجتمعي :صح كلامك!!هذا مانريده!حق الإختيار!!تحياتي!د.جواهر"
بعد هذا الطرح الجميل من الدكتورة جواهر أترك للمشاهد الحكم على طريقة ومنهجية الردود لا على الآراء ولكل شخص رأيه وفكرة وهو حر في ذلك إنما التركيز على طريقة الطرح والمناقشة، وأتمنى من الدكتورة جواهر التروي في الطرح وعرض فكرتها بطريقة أجمل وهي تنادي بحقوق المرأة المهضومة والمسلوبة في المجتمع السعودي وقد أوافقها ولكن ليس بهذه الطريقة وليس بمجرد قيادة المرأة للسيارة قد تحررت، طالما أني قادر على شراء سيارة لزوجتي ولكن سأعاملها بذات المعاملة القمعية التي لم نجد لها حل حتى الآن