مضت الأيام على المبادئ القانونية وما زالت هذه المبادئ صامدة بالرغم من السيل الجارف الذي يهاجمها بالمبيدات التقليدية، وفي جزئيات علم الإجرام والعقاب وجدت كلام لا يقل أهمية عن مبادئ الجزمة وأهميتها في مجتمعنا لدرجة أنك تسجن شخص لمدة شهر خير له من أن ترميه بالجزمة وهذا يعود للنظرة الدونية لهذا النوع من الملابس في محيطنا الغني بالثروات.
لم أجد أنسب من الجزمة حتى أعاقب على سلوك فرط من تكنيك القاعدة القانونية في أسلوب التجريم، طالما أن مبدأ الشرعية سائد في معظم البلاد (لا جريمة ولا عقوبة ولا تدبير احترازي إلا بنص) وهو مبدأ عظيم في عرفنا الجنائي ولكن قد يستغله القلة من المثقفين والكتاب وحتى الطلاب لسرقة بعض الأفكار دون أي يكون عليهم أي ممسك قانوني يجرم ذلك الفعل، وهنا لا أطالب بتوسيع دائرة التجريم بقدر إضافة عقاب اجتماعي لهذا اللص اللطيف المثقف.
وتأتي أهمية هذا العقاب لارتباطها بالفكرة والتفكير وهي لب التعليم والتثقيف في أي مجتمع، وعندما تكون الفكرة مجموعة من الحلول أو المقترحات أو الملاحظات لدى الإنسان البسيط، ويأتي ذلك الكاتب المثقف ليسرق (تحويشة) الأفكار لدى هذا الطالب، هنا أطالب بتدخل المجتمع لحل أزمة الفكر التي نعاني منها.
لنتصور أن ذلك السارق كاتب يقود الرأي العام بحروفه الأبجدية، ويصول ويجول في أعمدة الصحف نهارا، ويعسعس في المنتديات والمدونات ليلا، ويضج الضجيج لأي كلمة يقولها حتى لو كانت من باب العطاس، ويرفع مقداره ويكرم في اللقاءات الثقافية (بعد وجبة العشاء طبعا).
ولو تصورنا أن ذلك السارق طالب في الدراسات العليا والمعهد القضائي، وهو باحث يريد حل فرضيات المجتمع التي لم أجد لها حل، وهو قاضي في المستقبل يتجرع سم العدل في شبابه، ويكون له وزن في محكمة التمييز(وتسمى النقض في بعض البلاد أو العليا).
لماذا لا نتصور أن هذا السارق باحث حقوقي ينام على مخدة أفلاطون ويفوق على زقزقة المنظمات الغير حكومية لتطرق باب الدار وتقول له ناولنا ما سرقت حتى نزعج به الآخرين.
ملاحظة: هذه ليست فرضيات العصر الذهبي في اليونان بل هي واقع وحصل لي، ولم أتصور كيف لي أن أثق في كاتب يقول فكرة مسروقة، أو طالب علم ينجح بكلام غيره، أو باحث عجز أن ينال طموحه إلا بهذا الفعل. إذا كانت هذه الرموز تقودنا في المستقبل أظنه أمر جيد، لأننا في الهاوية بأي شكل من الأشكال فلم نصحو على زمن المفكرين فما بالك في زمن (الحرامية).
لذلك المجتمع مخير وليس مخير في عقاب من يريد، والعقاب الذي اقترحه يتمثل بضرب السارق المحترم (بالجزمة) حتى يعي ما يقول ويدرك كنه أفعاله لعله يعود إلى واقعه ومحصلة تفكيره (ان وجد).
· شروط الجزمة الواردة في بيان المجتمع رقم 88 لسنة 1248خ.
يجب أن تشتمل الجزمة على الشروط الآتية حتى تفي بالعقاب وتحقق أهداف المجتمع :-
1- يجب أن تكون الجزمة باللون الأسود.
2- أن لا يقل مقاسها عن 41 أو ما يعادلها.
3- أن تكون الجزمة قد استخدمت لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
4- يحظر الضرب بالجزم من النوع الراقي التي لا تقل ثمنها عن 80 دولار أو ما يعادلها في دولة السارق.
5- لا يجوز استخدام الدفاع الشرعي في حق من يقوم بالعقاب ولا تطبق عليه أحكام الظروف المشددة.
6- بالرغم مما ورد في الفقرة الأولى يمكن استخدام الجزمة الملونة باللون البني الداكن بعد موافقة وزير الجزم الخطية وتنسيب الأمين العام لنقابة المهنيين.
7- على المجتمع تنفيذ هذا القرار ويسري مفعولة بعد شهر من تاريخ نشره.
ابدعت فأقنعت
ردحذفسلم قلمك ويمناك
أشكرك أخي حمد على هذا المقال الذي في مره من المرات صدمني في من أحسبه من الطبقه المثقفه أو ممن يجيدون الكتابه وكنت ممن ادافع عنده وفي نهايه المطاف أنصدمت في أنه ممن تتحدث عنهم يسرقون أراء الناس وافكارهم وهم ممن يقدرهم المجتمع , فأني اعتبرهم ممن يحثون عن الشهره الزائفه ويحبون العصعود على اكتاف غيرهم وهم ضعاف النفوس , فهاؤلاء لا يستحقون الا الجزم ومن المواصفات التي قمت وجزاء الله الف خير بأيرادها ويجب التشديد عليها أي لا يجوز التساهل في شرط من شرط الجزم وارى أن قيمه الحذاء مرتفعه وهذا غير جائر ارى الا يقل قيمه الحذاء عن 10 دولار فقط .
ردحذفmax
الأخ الغير معرف :) اشكرك مرورك ومتابعتك المقنعة لي كذلك .. وسلمت مشاهدتك وزيارتك
ردحذفالأخ ماكس .. سوف تجد الكثير والكثير صدقني.. وانا لم اكتب هذا المقال إلا مما شاهدته.
بالنسبة للشروط أخي العزيز رأيك محل مشاورة .. ولكن من الصعب أن نعاقب أحد لأن معظم المحلات لا تبيع الجزم الرخيصة..
تحياتي لمرورك الطيب :)
أخي حمد
ردحذفقد تكون تعرفني فقد التقينا في اكثر من فرصه , قد تذكر عندما جلسنا بأنتظار شروق الشمس في وسط البلد
:)
كيف لا أذكر ،، والغيم صعب مهمة التصوير لمنظر الشروق ،، ولجئنا للعراقة والأصالة في مطعم هاشم التي سبقتها زيارتنا لكشك أبو علي الثقافي.
ردحذفأهلا بك صديقي ولنا لقاء ان شاء الله .. واشكر متابعتك وردودك القيمة..
تحياتي لك صديقي :)