الاثنين، يناير 12، 2009

ملك وأمير.. شيخ ووزير

دائما ما تعبر الألقاب عن شخصية الملقب به ومكانته، فإذا أبحرنا إلى موانئ وصحاري العرب نجد أن الملك لا يفوقه فوق، فهو الآمر الناهي على كل شيء ومع ذلك فهو منزه عن الخطأ حاشا وكلا أن يخطأ وهو ملك، وإذا انتقلنا إلى لقب الأمير سنجده يساوي صلاحيات الملك وتختلف من نظام إلى آخر ولكن يبقى هو أقل درجة من الملك. أما الشيخ فهو لقب كثير الاستعمال في زمن تلاشت به الشيوخ – شيوخ الدين والعلم - وأصبح صاحب المال شيخ وصاحب الدين شيخ وكبير السن شيخ ومن لبس المشلح شيخ. ويبقى لقب الوزير أفقر حظا من هذه الألقاب حيث لا يناله إلا من عين بمنصب الوزير ولكن لا بأس به -خاصة في النظم السياسية المطلقة- فلديه صلاحيات ويكفي أنه فوق المواطن.
ومن طبيعة الألقاب أن من يتميز عن غيره بلقب معين لابد أن يتميز بصلاحيات أكثر ناهيك عن الرفاهية المكثفة حتى يصدر صاحب الإمتياز أبسط قراراته بأريحية تامة، أما ما ينافي طبيعة الألقاب هو الموقف السلبي المتركب من قبل هذه الألقاب حيث لا قرارات صارمة ولا موقف يدل على قيمة هذا الألقاب المكرمة في أراضينا الحبيبة، فإذا سلمنا بهذا الضعف لا بأس فإننا دائما كشعوب نراعي ظروف أي شخص ما، أما أن يسعى أصحاب الألقاب الرنانة التحلل من أي مسؤولية على حساب هذه الشعوب المكلومه أظنها أشبه بلبس طاقية الرأس على الركبة.
تعلمنا أن لكل فعل ردة فعل بمثلها أو أكثر بقليل، كما تعلمنا أن الأفعال تؤدي إلى نتائج عدة ومن أبرز هذه النتائج أن لكل خطأ متضرر، وإذا تابعنا المتضرر من هذه الألقاب نتأكد تماما أنه الإنسان العربي الذي أستيقظ من نومه في الصباح الباكر حتى ينتخب من يمثله في المجلس، وعلى هذا النائب أن ينقل صوت المواطن إلى المجلس وعلى أساسه تتخذ القرارات ولكن لا شيء من هذا حصل، وأدى ذلك إلى خروج الملايين في الشوارع العامة وينقلوا وجهة نظرهم بأكثر من وسيلة وتنقل هذا الحدث أرقى المؤسسات الإعلامية حتى تؤثر في من يملك القرار ويتيقن بأن هذه الشعوب تريد القرار الفلاني، ومع كل هذه الشفافية في التعبير عن وجهات النظر لا نجد سوى ركود عجيب أشك أنه ركود بريء. وعلى ذلك لا استهين بنصوص الديمقراطية فإنها أجل وأرقى من أن يتم التلاعب بها وتصبح هي المرآة التي تصغر شعبنا.
ولا يفوتني بأن أشكر كل من ساهم بترجمة الإنجليزية الصريحة إلى العربية الفصيحة لأننا تعلمنا الكثير والكثير من هذه الترجمة ولا داعي أن أكتب ما يمكن أن نتعلمه لأنه ببراءة الأطفال كلام غير لائق أكاديميا ولكنه محبوب في السياسة العربية، وكما أشكر ولاة أمرنا العظام الذين يهدو إلى الصراط الذي بدورنا لا نخرج ولا نتنصل منه وهم أدرى بمصالحنا وبمصالح الأمة العربية كافة، وكما أشكر أحد أجهزة الدولة لأنها تكرمت بقراءة هذا المقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق